الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الأستاذ عبد اللطيف الحناشي: يجب انتظار تاريخي 10 جانفي و3 مارس لتحديد المشهد السياسي القادم

نشر في  23 ديسمبر 2015  (11:20)

عاشت الساحة السياسية بتونس يوم الأحد الماضي 20 ديسمبر على وقع ولادة حراك حزبي جديد أسسه المنصف المرزوقي تحت مسمى «حراك تونس الإرادة» من جهة، وكذلك الإعلان الرسمي عن استقالة محسن مرزوق وعدد هام  من القيادات الندائية سواء كانت تابعة للمكتب التنفيذي أو من الكتلة البرلمانية من ناحية أخرى، وبذلك يمكن القول فعليا انّ مسار إعادة نداء تونس جديد عبر انبثاق حزب جديد قد تمّ الحسم فيه..
ومتابعة لهذه التطوّرات الهامة التي ستكون لها انعكاسات على الساحة والمشهد السياسي بشكل عام في المستقبل، اتصلت أخبار الجمهورية بالأستاذ عبد اللطيف الحناشي الذي بسط رؤيته الاستشرافية لمستقبل الساحة السياسية في البلاد.

عبد اللطيف الحناشي: « تحالفات في الأفق»

في البداية اعتبر المحلّل السياسي والمؤرخ الأستاذ عبد اللطيف الحناشي في حديثه أّن المشهد السياسي بشكل عام يبدو مرتبكا ومضطربا، على اعتبار أنّ أغلب الأحزاب تعيش أزمات حارقة البعض منها معلن على شاكلة ما وقع في حركة نداء تونس وما انجرّ عنه من انسلاخ لعدد من القيادات والنواب عن هياكلها والتوجه نحو الانصهار في كتلة جديدة.

ومنها ما هو صامت وغير معلن كالخلافات الفكرية التي تحدث صلب حركة النهضة، لكنها لا تظهر على السطح وفق تعبيره. وأشار الحناشي إلى أن المشهد السياسي متجّه نحو عدة تحولات خلال السنوات القادمة، ويعود ذلك بالأساس إلى التغيّر في مسألة التحالفات البرلمانية خاصة أن كتلة نداء تونس لم تعد تمثّل الأغلبية بعد استقالة عدد هامّ من أعضائها.

وأضاف مرجّحا إمكانية أن تتجه الكتلة المنسحبة من نداء تونس إلى خيار التحالف مع كتلة المعارضة ويقصد هنا الجبهة الشعبية بالأساس، على اعتبار أنّ أغلبية تشكيلة النداء الجديدة تضمّ خاصّة قيادات كانت تنتمي إلى اليسار السياسي والنقابي من المعارضين بشدّة للتحالف القائم بين النداء والنهضة، وهو ما سينجرّ عنه إعادة ترتيب الخارطة السياسية وتشكيلتها القادمة.

أمّا بالنسبة لحراك المنصف المرزوقي، فاعتبر محدّثنا أنّ أفق ومستقبل هذا الحراك مازال غير واضح خاصّة أنه لم يعلن بالكاشف عن المنهج الفكري والسياسي الذي سيتبناه. فكلّ الذي حدث صلبه -وفق رأي الحناشي- هو إعلان مبادئ في انتظار الأرضية الفكرية والسياسية والبرنامج المرحلي والتنظيم الهيكلي خاصة أن الخطاب الذي القاه مؤسس هذا الحزب، رئيس الدولة السابق، لم يبرز الخطوط العريضة للحزب الجديد بل اكتفى بنقد السلوك السياسي لمن هم في السلطة حاليا ومعارضة نهجها في الحكم دون تبني طابع فكري عميق على حدّ تعبيره.

في سياق متصّل وضع المحلل السياسي سيناريو آخر متعلّقا بحراك المرزوقي، ألا وهو إمكانية انصهار عدد من القيادات الوسطى أو الدنيا لحركة النهضة ممن أصبحوا ينتقدون سلوكها ويعارضون تحالفها مع النداء، أن ينصهروا صلب حراك المرزوقي خاصة وأنّ الأخير تمتّع بنسبة هامة من التصويت في الانتخابات الرئاسية الماضية والتي تعود بالأساس إلى مناصرين للنهضة من الذين لم يرغبوا في اعتلاء الباجي قائد السبسي الرئاسة.

ومن ناحية أخرى تطرّق عبد اللطيف الحناشي في حديثه الى وجود توازن هشّ ينبئ باختلال قادم لن يساعد البلاد على معالجة مشاكلها في المرحلة القادمة، قائلا إنّ هذا الأمر قد يبدو طبيعيا نتيجة لحداثة التجربة الحزبية في البلاد نظرا للقمع وسيادة نظام الاستبداد منذ الاستقلال  إلى انهيار المنظومة بعد الثورة.
 ناهيك عن عدم تشبع التونسي بروح العمل الجماعي والعمل في إطار الحد الأدنى وسيادة التفكير الاطلاقي. وقال إنّ ذلك ينعكس بالضرورة على السلوك السياسي والوضع السياسي عامة ولكن يجب الإقرار أن الخلافات والصراعات بين الأحزاب المختلفة، قد تراجع منسوبها مقارنة بما كان بعد الثورة أو أثناء الحملات الانتخابية وفق تعبيره..

واعتبر الأستاذ الحناشي أنّ غياب النقاش والتنظير السياسي ومحدودية الثقافة السياسية لدى قطاع هام من النخبة السياسية، وهو ما يتجسّد في سلوك وأداء قطاع هام من النخبة البرلمانية والوزارية سينعكس بشكل من الأشكال على المشهد السياسي عامة...

وخلص الحناشي إلى أنّ هذه الوضعية -الطبيعية نسبيا- عرفتها أغلب البلدان التي عرفت الانتقال الديمقراطي، متمنّيا أن يعرف المشهد الحزبي والسياسي عامة استقرارا يستند على أرضية سليمة ومتينة وذلك بعد انتظار التشكيلة الحكومية الجديدة ثمّ ترقب تاريخ 10 جانفي الذي سيعلن عن انطلاق اللبنات الأولى لحزب النداء الجديد وكذلك تاريخ 03 مارس القادم كموعد لمؤتمر حركة النهضة، ومن هنا يمكن أن يتشكل مشهد حزبي جديد يكون على ارتباط بأداء الحكومة سواء في القضايا الاقتصادية أو الاجتماعية أو في ما يتعلّق بقضايا الإرهاب وفق تعبيره..

منارة ثليجاني